: أوضح المركز المالي الكويتي "المركز" أن زيادة تكلفة البناء في الكويت تُعزى إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية والتكاليف اللوجستية ونقص سلاسل الإمداد. وجاء ذلك في التقرير الذي أصدره "المركز" مؤخراً بعنوان "تكلفة البناء في الكويت ومكوناتها"، وتضمّن تحليلاً دقيقاً للأسباب المتعددة وراء ارتفاع تكلفة الإنشاءات في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي ككل، موضحاً أن العاملين الأساسيين في هذا التغير هما الارتفاع في أسعار المواد الأساسية وارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم.
ووفقا لتقرير "المركز"، فإن الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الخام الأولية؛ مثل الدعامات الفولاذية الهيكلية، وحديد التسليح، والأخشاب، والأنابيب والكابلات النحاسية، إضافة إلى نقص العمالة على مستوى قطاع البناء والتشييد في المنطقة، تعد أبرز أسباب الارتفاع في زيادة تكاليف البناء في السنوات الأخيرة.
ولمعرفة آثار زيادة معدلات التضخم على مستوى العالم، تعمّق التقرير في دراسة ارتفاع أسعار السلع المستوردة وتأثيرها على التنمية في منطقة الخليج، حيث أدت التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية إلى زيادة تكلفة البناء في دول مجلس التعاون الخليجي.
وركز 40% من المشاركين في استطلاع أجرته تيرنر آند تاونسيند (Turner & Townsend) على أن الزيادات في تكاليف البناء تؤثر بشكل كبير على تسليم مشاريع التطوير المكتملة، فيما أشار 60% إلى أن نقص العمالة الماهرة يؤثر بصورة مباشرة على تسليم مشاريع البناء.
وفي ظل التحولات التي يمر بها العالم، يشير التقرير إلى أن صناعة البناء في الكويت تشهد في الوقت الحالي زيادة في تكلفة البناء نتيجةً لارتفاع تكاليف العمالة، وزيادة أسعار المواد وخدمات النقل. وفي فبراير الماضي، قُدِّرت تكلفة بناء المتر المربع الواحد للإسكان الخاص المتوسط بمبلغ 230 دينار كويتي للمتر المربع، مقارنة بحوالي 170 دينار كويتي للمتر المربع قبل بداية جائحة فيروس كورونا، أي بارتفاع يقارب 35% بسبب تكاليف المواد والعمالة.
وبحسب هذه الأرقام، ارتفعت تكلفة بناء وحدة سكنية خاصة بمساحة 1,240 متر مربع من 210 ألف دينار كويتي (170 دينار للمتر المربع) قبل انتشار الوباء إلى 285 ألف دينار كويتي (230 دينار للمتر المربع). وتبلغ هذه التكلفة 741 دولار أمريكي للمتر المربع، والتي رغم ارتفاعها، إلا أنها لا تزال أقل من تكلفة بناء الفلل والارتفاع الكبير في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي يبلغ متوسط تكلفة المتر المربع بها 1,396 دولار أمريكي و1,835 دولار أمريكي للمتر المربع على التوالى.
ويعزو التقرير انخفاض تكاليف البناء نسبيا في الكويت، مقارنة بظروف السوق المرتفعة، إلى الدعم الذي تقدمه الدولة لأسعار مواد البناء، إضافة إلى تنفيذ سياسات مراقبة الأسعار وحظر استيراد وإعادة تصدير مواد البناء الرئيسية؛ مثل: الخشب والحديد.
وإلى جانب التغيرات التي يشهدها قطاع البناء في الكويت، يتضمن التقرير تفصيلاً حول أثر المبادرات الواسعة لتوظيف الكويتيين وارتفاع معدلات العودة للبلاد عقب ظهور جائحة كوفيد-19، والتشديد في سياسات الإقامة في تغير تكاليف البناء بالبلاد، فقد انخفض عدد العمالة الوافدة بالبلاد إلى 3.15 مليون في النصف الأول من عام 2021 مقارنة بعدد 3,34 مليون في عام 2019. ورافق هذا الانخفاض في توافر العمالة ارتفاعٌ في تكلفتها في جميع أنحاء الكويت. كما ارتفع متوسط الأجور الشهرية للوافدين في القطاع الخاص بنحو 6% على أساس سنوي منذ مارس 2022.
ومع اعتماد الكويت على استيراد مواد البناء؛ مثل: الحديد والصلب والأسلاك النحاسية، يشير التقرير إلى أن ارتفاع الأسعار العالمية أثر على تكاليف البناء، موضحاً أن الارتفاع العالمي في أسعار السلع الأساسية كان نتيجة لاضطراب سلاسل الإمداد بسبب الإغلاقات التي ترتبت على الجائحة في دول مثل الصين، إلى جانب القضايا الجيوسياسية في روسيا وأوكرانيا.
أما عن سلسلة الزيادات في أسعار مواد البناء بالكويت خلال الفترة من يناير إلى أوائل يونيو 2022، فيوضح التقرير أنها تفاوتت بين 8.7% إلى 100%. ففي مايو الماضي، بلغ سعر طن الحديد 280 دينار كويتي مقارنة بـ 248 دينار كويتي في يونيو 2021، فيما انخفضت ثانية إلى 195 دينار كويتي للطن في سبتمبر 2022. أما سعر الأسمنت، فقد ارتفع بشكل طفيفٍ نسبياً من 1.1 دينار كويتي قبل الجائحة إلى 1.25 دينار كويتي للكيس الواحد اعتباراً من فبراير 2022، نتيجة للدعم الذي وفّرته الحكومة الكويتية. وأضاف التقرير أن أسعار الحديد الصلب ارتفعت خلال الفترة من أوائل عام 2020 حتى مايو 2021، بنحو 50% لتبلغ 254 دينار كويتي للطن، فيما بلغت نسبة الزيادة في أسعار قضبان الصلب المصنّعة محلياً 37.2% على أساس سنوي بحلول مارس 2022. أما فيما يتعلق بأسعار النفط، فلم يطرأ تغيير ملموس على أسعار البنزين في الكويت منذ بداية الجائحة باستثناء الغاز والبنزين 98 "ألترا"، وذلك رغم ارتفاع أسعار النفط عالمياً. ويشير التقرير إلى أن تكاليف البناء في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي تتأثر بالتغيرات في سلاسل الإمداد العالمية، وزيادة تكاليف المواد، والسياسات الاجتماعية والاقتصادية العالمية. وتشير التقديرات إلى أن أسعار السلع الأساسية ستظل أعلى من المتوسط للسنوات الخمس المقبلة، وبالتالي من المتوقع أن تظل أسعار المعادن عند مستوياتٍ مرتفعةٍ تاريخياً. ووفقاً لتوقعات البنك الدولي، فمن المتوقع انخفاض أسعار السلع والمعادن والطاقة في العام 2023 لكن من المتوقع أن تظل مرتفعة.
التقرير الكامل
ووفقا لتقرير "المركز"، فإن الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الخام الأولية؛ مثل الدعامات الفولاذية الهيكلية، وحديد التسليح، والأخشاب، والأنابيب والكابلات النحاسية، إضافة إلى نقص العمالة على مستوى قطاع البناء والتشييد في المنطقة، تعد أبرز أسباب الارتفاع في زيادة تكاليف البناء في السنوات الأخيرة.
ولمعرفة آثار زيادة معدلات التضخم على مستوى العالم، تعمّق التقرير في دراسة ارتفاع أسعار السلع المستوردة وتأثيرها على التنمية في منطقة الخليج، حيث أدت التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية إلى زيادة تكلفة البناء في دول مجلس التعاون الخليجي.
وركز 40% من المشاركين في استطلاع أجرته تيرنر آند تاونسيند (Turner & Townsend) على أن الزيادات في تكاليف البناء تؤثر بشكل كبير على تسليم مشاريع التطوير المكتملة، فيما أشار 60% إلى أن نقص العمالة الماهرة يؤثر بصورة مباشرة على تسليم مشاريع البناء.
وفي ظل التحولات التي يمر بها العالم، يشير التقرير إلى أن صناعة البناء في الكويت تشهد في الوقت الحالي زيادة في تكلفة البناء نتيجةً لارتفاع تكاليف العمالة، وزيادة أسعار المواد وخدمات النقل. وفي فبراير الماضي، قُدِّرت تكلفة بناء المتر المربع الواحد للإسكان الخاص المتوسط بمبلغ 230 دينار كويتي للمتر المربع، مقارنة بحوالي 170 دينار كويتي للمتر المربع قبل بداية جائحة فيروس كورونا، أي بارتفاع يقارب 35% بسبب تكاليف المواد والعمالة.
وبحسب هذه الأرقام، ارتفعت تكلفة بناء وحدة سكنية خاصة بمساحة 1,240 متر مربع من 210 ألف دينار كويتي (170 دينار للمتر المربع) قبل انتشار الوباء إلى 285 ألف دينار كويتي (230 دينار للمتر المربع). وتبلغ هذه التكلفة 741 دولار أمريكي للمتر المربع، والتي رغم ارتفاعها، إلا أنها لا تزال أقل من تكلفة بناء الفلل والارتفاع الكبير في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي يبلغ متوسط تكلفة المتر المربع بها 1,396 دولار أمريكي و1,835 دولار أمريكي للمتر المربع على التوالى.
ويعزو التقرير انخفاض تكاليف البناء نسبيا في الكويت، مقارنة بظروف السوق المرتفعة، إلى الدعم الذي تقدمه الدولة لأسعار مواد البناء، إضافة إلى تنفيذ سياسات مراقبة الأسعار وحظر استيراد وإعادة تصدير مواد البناء الرئيسية؛ مثل: الخشب والحديد.
وإلى جانب التغيرات التي يشهدها قطاع البناء في الكويت، يتضمن التقرير تفصيلاً حول أثر المبادرات الواسعة لتوظيف الكويتيين وارتفاع معدلات العودة للبلاد عقب ظهور جائحة كوفيد-19، والتشديد في سياسات الإقامة في تغير تكاليف البناء بالبلاد، فقد انخفض عدد العمالة الوافدة بالبلاد إلى 3.15 مليون في النصف الأول من عام 2021 مقارنة بعدد 3,34 مليون في عام 2019. ورافق هذا الانخفاض في توافر العمالة ارتفاعٌ في تكلفتها في جميع أنحاء الكويت. كما ارتفع متوسط الأجور الشهرية للوافدين في القطاع الخاص بنحو 6% على أساس سنوي منذ مارس 2022.
ومع اعتماد الكويت على استيراد مواد البناء؛ مثل: الحديد والصلب والأسلاك النحاسية، يشير التقرير إلى أن ارتفاع الأسعار العالمية أثر على تكاليف البناء، موضحاً أن الارتفاع العالمي في أسعار السلع الأساسية كان نتيجة لاضطراب سلاسل الإمداد بسبب الإغلاقات التي ترتبت على الجائحة في دول مثل الصين، إلى جانب القضايا الجيوسياسية في روسيا وأوكرانيا.
أما عن سلسلة الزيادات في أسعار مواد البناء بالكويت خلال الفترة من يناير إلى أوائل يونيو 2022، فيوضح التقرير أنها تفاوتت بين 8.7% إلى 100%. ففي مايو الماضي، بلغ سعر طن الحديد 280 دينار كويتي مقارنة بـ 248 دينار كويتي في يونيو 2021، فيما انخفضت ثانية إلى 195 دينار كويتي للطن في سبتمبر 2022. أما سعر الأسمنت، فقد ارتفع بشكل طفيفٍ نسبياً من 1.1 دينار كويتي قبل الجائحة إلى 1.25 دينار كويتي للكيس الواحد اعتباراً من فبراير 2022، نتيجة للدعم الذي وفّرته الحكومة الكويتية. وأضاف التقرير أن أسعار الحديد الصلب ارتفعت خلال الفترة من أوائل عام 2020 حتى مايو 2021، بنحو 50% لتبلغ 254 دينار كويتي للطن، فيما بلغت نسبة الزيادة في أسعار قضبان الصلب المصنّعة محلياً 37.2% على أساس سنوي بحلول مارس 2022. أما فيما يتعلق بأسعار النفط، فلم يطرأ تغيير ملموس على أسعار البنزين في الكويت منذ بداية الجائحة باستثناء الغاز والبنزين 98 "ألترا"، وذلك رغم ارتفاع أسعار النفط عالمياً. ويشير التقرير إلى أن تكاليف البناء في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي تتأثر بالتغيرات في سلاسل الإمداد العالمية، وزيادة تكاليف المواد، والسياسات الاجتماعية والاقتصادية العالمية. وتشير التقديرات إلى أن أسعار السلع الأساسية ستظل أعلى من المتوسط للسنوات الخمس المقبلة، وبالتالي من المتوقع أن تظل أسعار المعادن عند مستوياتٍ مرتفعةٍ تاريخياً. ووفقاً لتوقعات البنك الدولي، فمن المتوقع انخفاض أسعار السلع والمعادن والطاقة في العام 2023 لكن من المتوقع أن تظل مرتفعة.
التقرير الكامل